في أغلب الأحيان، تكون الكتابة حاجة، درب من دروب العلاج، مسكّن للآلام أو صديق يحملك بعيدًا عن الكبت المستمر والاحتفاظ بالألم داخلًا. وفي مواقع مختلفة، تكون الكتابة كأس إضافيّة من السعادة، فتكتب سعيدًا ناشرًا للسعادة، نبيّ أو رسول، أو تاجر للمخدّرات. أو في أدقّ وصف: صاحب حانة، لا تمنحهم إلّا ما يملكون في أحشائهم، إذ تقول الرواية إن الكحول يُخرج ما بداخلك فقط، لا يمنحك إلّا بعض الشجاعة لتقول وتفعل ما تفكّر به. ولكن، ما علاقة هذا كلّه بما سيُكتب هنا ؟ لا علاقة. ومن يبحث عن العلاقة بين الجمل، ليخرج سريعًا من هنا، فهذه المدوّنة ليست إلّا مساحة.

الثلاثاء، 21 يناير 2014

مناقيشك يا بلد

يتجلّى الاستعمار احياناً في ابسط الامور، بل يمكن ان تكون المنقوشة وصحن الحمص اكبر شاهد للاستعمار وبقليل من المبالغة تتحول المنقوشة في المخبز الى اكبر دليل وتستحق دعم كل منظّمات حقوق الانسان، وبقدر اكبر بقليل من المبالغة تكون المنقوشة ذات مفعول اكبر في المحافل الدولية لربما تضاهي صور الجرافات التي تهدم منزل في القدس. 
أنا ادعو جميع العاملين على فضح اسرائيل دولياً وانتهاكاتها أن يحملوا صور المناقيش الباكية في مخابز الرأس مالية. 
لقد صُدمت البارحة عندما رأيتها مرمية في مخبز متصهين، المنقوشة قضية. 
كُتب عليها رغم عنها، وانا متأكد إنها قاومت، ١٠ شيكل سعر المنقوشة يما. 
أنا ادعو الرئيس الموقر ابو مازن لحملها إلى الامم المتحدة، وليقف الحاضرين دقيقة حداد. أنا ادعوه لحملها وقد كُتِب عليها السعر، ١٠ شيكل. 
كيف ممكن يصير سعر المنقوشة ١٠ شيكل ؟ 
لسوء حظها انها قد خبزت في مخبز يزوره اليهود والعرب، لقد ترعرعت المنقوشة في اجواء مختلفة، عربية ومع قدوم المستعمر الغربي، نظر اليها كالغريب رغم انه هو الغريب، واصبح جاهز لشرائها بثمن اعلى من الثمن التي ترعرعت عليه في احضان شعبنا الموقر، وبدوره اصبح رأس المال صاحب المخبز كالذئب ينهش في حبّات سمسمها، ويرفع السعر واليهود يشترونها. 
وبما انها المحروسة بيتوتية، أي بما معناه تُصنع في البيت العربي. فالعربي اقل اقبالاً عليها في المخابز المتصهينة 
وزي كل ضحايا الاستعمار، تركت وحيدة في ساحة المعركة واخذ سعرها بالارتفاع وحيدة حتى صدمت البارحة ليس فقط من سعرها، بل شكلها ايضاً. فمن الصراع على السعر قد شوهها ابن العاهرة صاحب رأس المال لتلائم ذوق المستعمر، مثلاً شفتو بحياتكم منقوشة متوكاه "حلوة" ؟ 
على كل المنظمات الدولية المتضامنة مع القضية الفلسطينية، أن تنعف ما حل بمناقيشنا نعفاً دولياً. 
المنقوشة ب ١٠ شيكل، لهوووووون وصلنا ؟؟؟ 
والله خايف عالسمبوسك اكثر من البيت. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق