في أغلب الأحيان، تكون الكتابة حاجة، درب من دروب العلاج، مسكّن للآلام أو صديق يحملك بعيدًا عن الكبت المستمر والاحتفاظ بالألم داخلًا. وفي مواقع مختلفة، تكون الكتابة كأس إضافيّة من السعادة، فتكتب سعيدًا ناشرًا للسعادة، نبيّ أو رسول، أو تاجر للمخدّرات. أو في أدقّ وصف: صاحب حانة، لا تمنحهم إلّا ما يملكون في أحشائهم، إذ تقول الرواية إن الكحول يُخرج ما بداخلك فقط، لا يمنحك إلّا بعض الشجاعة لتقول وتفعل ما تفكّر به. ولكن، ما علاقة هذا كلّه بما سيُكتب هنا ؟ لا علاقة. ومن يبحث عن العلاقة بين الجمل، ليخرج سريعًا من هنا، فهذه المدوّنة ليست إلّا مساحة.

الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

ثلج أسود

سأكتب لكم اليوم، كيف يتحول الأبيض ناصع البياض إلى أسود ناصع البياض أيضُا، أو بصورة أدق وصفًا، عندما يرى الأسود البياض أسودًا، لا عليكم. كدت أن أقتل أمي، وأن أذهب إلى مدرستي لأقتل أستاذي في المدرسة الابتدائية، جدتي وأن أمزق كل كتبي، صور الطفولة، حاسوبي البالي وكم تمنيت أن أقتل بابا نويل، بعد تنتيف ما تبقى من لحيته البيضاء، لما لا يزور هذا العجوز الأحمق الصحراء ؟ 
لقد كذبوا فقالوا: إن الثلج أبيض، أمنيات، محبة، تجديد، حب. 
لقد كذبوا فرأيت في صغري: بابا نويل يأتي بالهدايا، الثلج يتساقط والأطفال تنتظر، تركض، تلعب في بيوت جميلة يملأها الدفئ، ولكن. 
لقد كذبوا فقالوا: في نهاية العام سيأتي الحب، الثلج والأمنيات. 
لو كنت لقلت: الثلج، ليس لنا. 
في نهاية العام سيقتلكم، الثلج ليس لكم. 
الأمنيات، ما عليكم سوا أن تتمنوا واحدة منها، أن تكونوا بين الأحياء. 
الثلج يا أحبائي، بلون المستعمر. حين يتساقط على المُضطهدين، يقتلكم، سيشرد ابنائكم، يقتل أطفالكم في المخيمات وسيغرق أبنائكم معكم تحت الحصار. 
الثلج يا أخوتي للمُستعمِرين، الثلج والمخيم معاً عزرائيل. 
الثلج والاحتلال يا رفافي، مضطَهِدين.
لو كنت لقلت، الثلج للمستعمرين. أما نحن، المُستعمَرين، لا يحق لنا سوى رؤيته في صور الرجل الأبيض. 
لو كنت لقلت: يا رفاقي، حين يتساقط الثلج على المضطَهدين، ستقتع عنهم الكهرباء، يتشردون برداً، يغرقون تحت الحصار ويباشر الباقين منهم، في جمع المساعدات. 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق